هل لاحظت يومًا أن خصية طفلك غير موجودة في مكانها الطبيعي؟ لا داعي للقلق! الخصية المعلقة حالة شائعة بين المواليد الذكور وتحتاج فقط إلى المتابعة الدقيقة والعلاج المناسب في الوقت المناسب.
ما هي الخصية المعلقة؟
الخصية المعلقة أو ما تُعرف طبيًا باسم cryptorchidism هي حالة لا تنزل فيها خصية واحدة أو كلتا الخصيتين إلى كيس الصفن، وهو المكان الطبيعي لتواجد الخصيتين أسفل القضيب. وبدلاً من ذلك، تبقى داخل البطن أو القناة الأربية، أو قد تكون في مكان غير طبيعي داخل الجسم.
عادةً ما تحدث هذه الحالة أثناء الولادة، وتُعد من أكثر الحالات الشائعة بين الأطفال الذكور، وتُلاحظ غالبًا خلال الأشهر الأولى بعد الولادة.
كيف تتكون الخصية؟ ولماذا لا تنزل أحيانًا؟
في الوضع الطبيعي، تتكوّن الخصيتان داخل البطن خلال مرحلة الحمل، ثم تتحركان تدريجيًا إلى الصفن عبر القناة الأربية قبل الولادة. لكن في بعض الحالات، تفشل خصية واحدة أو كلتيهما في النزول، وتُسمى حينها الخصية المعلقة أو الخصية الهاجرة.
السبب قد يكون:
- الولادة المبكرة
- مشاكل في الجينات
- خلل هرموني أثناء الحمل
- وزن منخفض عند الولادة
ما هي أعراض الخصية المعلقة؟ 👶
- شعور فارغ أو غير متوازن في منطقة الصفن
- عدم وجود إحدى الخصيتين أو كلتيهما في كيس الصفن
- قد يُلاحظ الطبيب عدم وجود خصية أثناء فحص طفلك بعد الولادة
لكن في بعض الحالات، تكون الخصية “متحركة” أي أنها تتنقل بين البطن والصفن — وهذه ليست حالة طبية خطيرة ولكن تحتاج إلى مراقبة.
أنواع الخصية المعلقة
- أحادية الجانب: وتحدث في خصية واحدة، وهي الأكثر شيوعًا.
- ثنائية أو في كلتيهما: حالة نادرة نسبيًا لكنها تتطلب تدخلًا عاجلًا.
- الخصية النازلة جزئيًا: حيث تكون الخصية قريبة من الصفن ولكن لم تنزل بالكامل.
- الخصية المتحركة: تعود أحيانًا إلى الصفن ثم تصعد خارجه، ويحدث هذا غالبًا أثناء تغير حرارة الجسم.
متى تُعتبر الخصية المعلقة مشكلة؟
تُعد الخصية المعلقة مشكلة إذا بقيت خارج مكانها الطبيعي بعد أن يبلغ الطفل 6 أشهر من العمر. في هذه الحالة، يُنصح بالتوجه إلى طبيب مختص لاتخاذ الإجراء المناسب.
كيف يتم تشخيص الخصية المعلقة؟
- الرنين المغناطيسي (MRI): في بعض الحالات المعقدة.
- السونار أو الأشعة فوق الصوتية: لتحديد مكان الخصية بدقة داخل الجسم.
- المنظار البطني: يُستخدم أحيانًا إذا لم يتم تحديد مكان الخصية بالفحوصات السابقة.
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بتحسس منطقة الصفن والبطن لتحديد وجود الخصية.
ما هو علاج الخصية المعلقة؟
1. المراقبة
في الأشهر الأولى من عمر الطفل، قد تنزل الخصية تلقائيًا. لذلك يُنصح بالانتظار حتى عمر 6 أشهر قبل اتخاذ قرار علاجي.
2. العلاج الهرموني
قد يستخدم الطبيب بعض الهرمونات لتحفيز نزول الخصية، لكن هذا الخيار لم يثبت فاعليته في جميع الحالات.
3. العلاج الجراحي – عملية إنزال الخصية (Orchiopexy)
وهو الحل الأكثر فعالية ويُعد آمنًا جدًا، حيث يتم إجراء عملية جراحية بسيطة تهدف إلى إنزال الخصية إلى كيس الصفن وتثبيتها هناك.
تفاصيل عن العملية:
- تُجرى تحت التخدير الكامل
- تستغرق 30 – 60 دقيقة فقط
- نسبة النجاح مرتفعة جدًا وتصل إلى أكثر من 95%
- يعود الطفل إلى المنزل في نفس اليوم أو اليوم التالي
لماذا يجب علاج الخصية المعلقة؟
- تجنب العقم في المستقبل
- تقليل خطر الإصابة بسرطان الخصية
- تحسين المظهر العام والتوازن الجسدي
- تجنب الالتواءات أو الإصابات في الخصية
- الحفاظ على وظيفة إنتاج الحيوانات المنوية
هل هناك مضاعفات إذا لم يتم العلاج؟ ⚠️
نعم، تجاهل العلاج قد يؤدي إلى:
- التفاف الخصية (Torsion)
- ضعف الخصوبة أو العقم الكامل
- الألم المزمن في منطقة البطن أو الصفن
- زيادة خطر السرطان بنسبة أعلى من الطبيعي
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا بلغ طفلك 6 أشهر وما زالت الخصية غير موجودة في مكانها الطبيعي، يُنصح بحجز موعد مع استشاري متخصص لتقييم الحالة وبدء خطوات العلاج المناسبة.
هل الخصية المعلقة تمنع الإنجاب مستقبلًا؟
إذا تم علاج الحالة في الوقت المناسب، فإن أغلب الأطفال الذين كانوا يعانون من خصية معلقة يتمتعون بخصوبة طبيعية عند البلوغ. لكن التأخر في العلاج قد يؤثر على وظيفة الخصية ويزيد من نسبة العقم.
الأسئلة الشائعة حول الخصية المعلقة
كم تستغرق عملية إنزال الخصية؟
حوالي 30 إلى 60 دقيقة.
هل تترك العملية أثرًا جراحيًا؟
أثر بسيط جدًا يختفي مع الوقت، خاصة مع الجراحة الدقيقة.
هل يمكن أن تنزل الخصية وحدها دون تدخل؟
نعم، في بعض الحالات تنزل في أول 6 أشهر، لكن بعد ذلك غالبًا تحتاج إلى تدخل جراحي.
هل الخصية المتحركة تُعد معلقة؟
لا، لكنها تحتاج إلى مراقبة دورية لأنها قد تصبح معلقة لاحقًا.
وأخيرا، الخصية المعلقة ليست أمرًا مخيفًا، بل هي حالة يمكن التعامل معها بسهولة إذا تم اكتشافها مبكرًا.
إذا لاحظت أي تغيرات في شكل الصفن أو غياب إحدى الخصيتين، لا تتردد في زيارة الطبيب – لأن الوقت يصنع فرقًا كبيرًا في صحة طفلك وسعادته المستقبلية.
